١٤- البيان في علوم القرآن: تأليف الدكتور سليمان بن صالح القرعاوي والدكتور محمد بن علي الحسن في مجلد ٤٠٠ صفحة تقريبًا.
هذه بعض المؤلفات في العصر الحديث في علوم القرآن كفن مدون والمؤلفات غيرها كثيرة، ولعلك تلاحظ أن أغلبها قد ألفها أصحابها لطلابهم، وأحسب أن هذا يؤدي إلى الإجمال في الحديث وتيسير المادة وعدم الخوض في دقائق المسائل ووعر المسالك، واختيار السبيل الأسهل والأيسر، وهذا المنهج يحرم الباحثين المتخصصين من نيل مرادهم والحصول على بغيتهم كما يحرم المؤلفين من الإبداع في القول ومن إعمال الذهن والتجديد في الآراء، بل أدى بهم إلى التسليم في كثير من المسائل والقضايا ونقلها كما هي من غير تمحيص خشية الدخول في تفاصيل تخرج به عن هدفه من التأليف.
والحق أن كثيرًا من المباحث في علوم القرآن لا تزال بحاجة إلى النظر في مسائلها وإعادة الكتابة فيها وعدم الاكتفاء والتسليم بما قاله فلان وفلان من غير دليل، وعلوم القرآن أوسع من أن يحيط بها أبناء جيل أو أجيال من البشر.
ومما لا شك فيه أن التاريخ كله لا يعرف كتابًا درسه الدارسون وألف في علومه المؤلفون وصنف فيه المصنفون مثل القرآن الكريم، ولا تزال المؤلفات تدون ولا يزال العلماء يبحثون ويتدبرون، ولا يزال القرآن نقيًّا لم تكدره الدلاء وفائضًا لم تنقصه كثرة الواردين وسيظل نورًا يستضيء به طلاب الحقيقة وهدى يهتدي به الناس إلى يوم القيامة.


الصفحة التالية
Icon