الأحرف السبعة التي أطلق لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القراءة بها لما كان ذلك مصلحة"١.
٢- إهمال ما نسخت تلاوته:
فقد كان قصد عثمان -رضي الله عنه- جمع الناس على مصحف لا تقديم فيه ولا تأخير ولا تأويل أثبت مع تنزيل، ولا منسوخ تلاوته كتب مع مثبت رسمه، ومفروض قراءته وحفظه، خشية دخول الفساد والشبهة على من يأتي بعد٢.
٣- الاقتصار على ما ثبت في العرضة الأخيرة وإهمال ما عداه.
فقد روى ابن أبي داود في المصاحف عن محمد بن سيرين عن كثير بن أفلح قال: لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثنى عشر رجلًا من قريش والأنصار فيهم أبي بن كعب، وزيد بن ثابت قال فبعثوا إلى الربعة التي في بيت عمر فجيء بها، قال وكان عثمان يتعاهدهم فكانوا إذا تدارءوا في شيء أخروه، قال محمد: فقلت لكثير وكان منهم فيمن يكتب: هل تدرون لم كانوا يؤخرونه؟ قال: لا، قال محمد فظننت ظنا أنما كانوا يؤخرونها لينظروا أحدثهم عهدًا بالعرضة الأخيرة فيكتبونها على قوله٣.
٤- الاقتصار على القراءات الثابتة المعروفة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإلغاء ما لم يثبت٤.
٥- كان مرتب الآيات والسور على الوجه المعروف الآن.
قال الحاكم في المستدرك: "إن جمع القرآن لم يكن مرة واحدة، فقد جمع بعضه بحضرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثم جمع بعضه بحضرة أبي بكر الصديق،

١ الطرق الحكمية في السياسة الشرعية: ابن القيم ص١٦.
٢ الإتقان: السيوطي ج١ ص٦٠.
٣ المصاحف: ابن أبي داود ص٣٣.
٤ البرهان، الزركشي ج١ ص٢٣٥.


الصفحة التالية
Icon