من سائر اللغات على لغة قريش محتجًا بأنه نزل بلغتهم١.
ومن هذين النصين نستطيع أن نستخلص أهم الفروق وهي:
١- أن الباعث لجمع القرآن في عهد أبي بكر -رضي الله عنه- خشية أن يذهب شيء من القرآن بذهاب حفظته، وذلك حين استحر القتل بالقراء في حروب الردة، أما جمعه في عهد عثمان -رضي الله عنه- فلكثرة الاختلاف في وجوه القراءة.
٢- أن جمع أبي بكر -رضي الله عنه- على الأحرف السبعة، أما جمعه في عهد عثمان فقد كان على حرف واحد.
٣- أن جمع أبي بكر -رضي الله عنه- كان مرتب الآيات وفي ترتيب السور خلاف، أما جمع عثمان فقد كان مرتب الآيات والسور باتفاق.
٤- أن الجمع في عهد أبي بكر -رضي الله عنه- بمعنى الجمع في مصحف واحد وأما الجمع في عهد عثمان -رضي الله عنه- فبمعنى نسخه في مصاحف متعددة.
إنفاذ المصاحف:
بعد أن أتمت اللجنة نسخ المصاحف أنفذ عثمان إلى آفاق الإسلام بنسخ منها وأرسل مع كل مصحف من يوافق قراءته فأمر زيد بن ثابت أن يقرئ بالمدني وبعث عبد الله بن السائب مع المكي والمغيرة بن أبي شهاب٢ مع الشامي وأبا عبد الرحمن السلمي مع الكوفي وعامر بن عبد القيس مع البصري وتلقى التابعون في كل قطر قراءة إمامهم وتفرغ قوم منهم لضبط القراءات حتى صاروا أئمة يرحل إليهم٣.

١ الإتقان: السيوطي، ج١ ص٥٩، ٦٠.
٢ انظر غاية النهاية: ج٢ ص٣٠٥ حيث قال: "الصواب بن أبي شهاب" وهو عند بعضهم المغيرة بن شهاب.
٣ مناهل العرفان: ج١ ص٣٩٦، ٣٩٧.


الصفحة التالية
Icon