الراشدون فأرسلوا إلى أهل البلدان المفتوحة قراء يعلمونهم القرآن، ولما نسخ عثمان المصاحف أرسل مع كل مصحف قارئًا يعلم الناس عليه.
ولا شك أن هذا دليل قاطع على أن من أحكام القراءة ما لا يمكن إتقانه إلا بالتلقي الشفهي.
ولم يكن من وسيلة لتحقيق ذلك إلا عن طريق القراء وقد جدت في العصر الحديث وسائل وآلات تسجل الصوت، ثم تعيده.
ولا شك أن هذه الآلات والاستفادة منها في نشر القرآن الكريم وبثه في العالم الإسلامي خاصة في البلدان التي تفتقد المعلم الضابط من خير الوسائل لحفظه وتعليمه.
وقد أدرك هذا الأمر بعض الغيورين على الإسلام والحريصين على نشره فتداعوا لجمع القرآن في أشرطة صوتية كما جمع على الورق في الصحف.
وتبنت الجمع الجمعية العامة للمحافظة على القرآن الكريم بمصر وكان ذلك سنة ١٣٧٩هـ باقتراح من رئيسها الأستاذ لبيب السعيد١، وقد اتفقوا على تسمية المشروع بـ "المصحف المرتل" أو "الجمع الصوتي".

١ اعتمدت فيما أوردت عن قصة هذا الجمع على ما كتبه الأستاذ لبيب السعيد في كتابه "الجمع الصوتي الأول للقرآن الكريم أو المصحف المرتل".

تعريف المصحف المرتل:
أما المصحف: فمثلثة الميم، والأصل والأشهر الضم، وهو مأخوذ من "أصحف" أي جعلت فيه الصحف١.
واصطلاحًا: هو مجموعة صحائف القرآن مرتبة الآيات والسور على الوجه الذي تلقته الأمة الإسلامية من النبي صلى الله عليه وسلم.
والفرق بين المصحف والقرآن أن المصحف اسم لمجموع الصحائف المدون فيها القرآن، أما القرآن الكريم فهو الألفاظ ذاتها.
١ القاموس المحيط: ص١٠٦٨، ولسان العرب: ج٩ ص١٨٦.


الصفحة التالية
Icon