ولكن المهتمين بأمر غريب القرآن - من السلف والخلف - يذهبون - كما ذكرت سابقاً - إلى أن كتب معاني القرآن، هي من كتب الغريب، وإن كانت قد توسعت بعض الشيء.
وهذا التوسع: اقتضته الظروف الثقافية، والعلمية للمسلمين، وتغيرها من عصر إلى عصر، ومن مكان إلى مكان، مما جعلهم يحتاجون إلى مزيد من الشرح، والإيضاح، لغريب القرآن الكريم.
وتعالوا معي نطل على منهج أحد كتب الغريب القرآني، التي تُوجت بعنوان: معاني القرآن، وليكن كتاب (معاني القرآن وإعرابه) للزجاج (١) (ت٣١١هـ) حتى نستطيع أن نحكم في هذا الأمر، حكماً سليماً!
يقول محقق الكتاب (٢) :
ومنهج الزجاج في تفسيره أن يبدأ عقب ذكر الآية القرآنية، باختيار ألفاظ منها، ليحللها على طريقته هو، في الاشتقاق اللغوي، فيذكر أصل الكلمة، والمعنى اللغوي، الذي تدل عليه، ثم يورد الكلمات التي تشاركها في حروفها، أو بعضها، ليردها جميعاً إلى أصل واحد.
ويستشهد على رأيه، بما يؤيده من كلام العرب، شعراً أو غير شِعر.
وقد يستطرد: فيشرح الأمثلة التي يستشهد بها، ثم يعود لإعراب الآية، إن كان فيها ما يحتاج إلى إعراب - إلخ.
ثم يقول المحقق (٣) :
(٢) المرجع السابق: ص ٢٢ من مقدمة التحقيق.
(٣) معاني القرآن الكريم وإعرابه: ص٢٦، ٢٧