رابعاً: اختلاف أهل الغريب - في التأليف - عن أهل التفسير
اختلف أهل الغريب القرآني - في تآليفهم - عن أصحاب تفسير القرآن الكريم، اختلافاً كبيراً:
فأهل الغريب: لهم طرقهم الخاصة، في حشد الألفاظ المفسرة، وترتيبها - كما سبق ذكره - ليسهل الوصول إلى كل لفظ مفسر في محله، حسب منهج كل كتاب.
وبالإضافة إلى ذلك: فإنهم يختلفون عنهم، في مجال الاهتمامات، والألفاظ التي تعالج تفسيرياً.
فأهل الغريب: يعنون بتفسير مفرداتٍ، يرى كل مؤلف - حسب مقاييس معينة -أنها غريبة، أو تحتاج إلى إيضاح لغوي، أو نحوي، أو غيره.
أما أهل التفسير: فإنهم - في غالبهم - يعنون بآيات القرآن كلها، وبمفرداته جميعها، وبأدواته، وجُمله، وتراكيبه.
كما يجمع المفسر كل ما قيل حول الآية، من ناحية: أسباب النزول، واللغة، والنحو، واللهجات، والقراءات، والأحكام الشرعية، وغير ذلك، مما له تعلق بتفسير الآيات القرآنية (١).
وهناك فارق جوهري آخر، هو: أن كتب التفسير تتصل جميعها باللغة، وتعتمد عليها، ولكن بدرجة أقل من صلة كتب غريب القرآن بها (٢).

(١) انظر: تفسير المشكل من غريب القرآن - لمكي بن أبي طالب - تح. د. علي حسين البواب: ص ٧ من مقدمة التحقيق - نشر مكتبة المعارف بالرياض: ١٤٠٦هـ / ١٩٨٥م.
(٢) انظر: المعجم العربي: ١/٤٩.


الصفحة التالية
Icon