تر أثر الدم لا يقال لها ذات قرء، وكذا الحائض التي استمر بها الدم لا يقال لها ذلك..".
ومثل ذلك أيضاً كلمة " القرية " حيث يقول فيها الراغب: اسم للموضع الذي يجتمع فيه الناس وللناس جميعاً، ويستعمل في كل واحد منهما، قال تعالى: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ قال كثير من المفسرين معناه: أهل القرية. وقال بعضهم بل القرية – ههنا – "القوم أنفسهم.."
وبناءً على هذا لا يحتاج إلى القول بالمجاز – على حذف المضاف – لأن المعنى الذي يراه البعض مجازاً يكون حقيقياً بناءً على أن القرية تطلق على المكان والسكان معاً في أصل المعنى اللغوي، وتبقى القرينة هي الكفيلة بترجيح أحد المعنيين.
نفي معان موهومة:
ربما يخطر ببال القارئ في بعض الأحيان معانٍ تتبادر إلى الذهن، ويكون المعنى على غير هذا المتبادر، وفي مثل هذه الحال يحرص الراغب على نفي تلك المعاني ويبين المعنى اللائق باللفظ، وذلك كما ورد تحت مادة " خوف " حيث ذكر فيها الراغب:
"والخوف من الله: لا يراد به ما يخطر بالبال من الرعب، كاستشعار الخوف من الأسد، بل إنما يراد به الكف عن المعاصي وتحري الطاعات.. والتخويف من الله تعالى: الحث على التحرز وقال: ﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي﴾ [مريم ٥]. فخوفه منهم ألا يراعوا الشريعة، ولا يحفظوا نظام