فالخضوع: ضراعة بالقلب و" الخشوع": بالجوارح، ولذلك قيل: "إذا تواضع القلب خشعت الجوارح" وقال تعالى: ﴿وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ﴾.
و" الخنوع ": ضراعة لمن دونه، طمعاً لعرض في يده. ولذلك أكثر ما يجيء في الذم.
و" الركوع": تذلّل مع التطأطؤ" و " السجود" مع خفض الراس…".
وهكذا يبدأ تفسير الآية ببيان الفروق بين ما يظن أنه من قبيل الترادف على المعنى الواحد، فيبين اختصاص كل كلمة بمعنى تفترق به عن غيرها، وإن كانت هذه الكلمات كلها تشترك في جزء من المعنى أيضاً، وهو ما عبر عنه بالتقارب.
وعند قوله تعالى ﴿قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.
يقول الراغب: " المجيء " و " الإتيان " و" الإقبال" متقاربة:
غير أن " المجيء " عام و " الإقبال " مجيء من ناحية القُبُل و " الإتيان ": مجيء من بُعْد، ومنه قيل"الأتيّ": للغريب وللسيل الجائي من بعيد و " آتيته " أي: أعطيته، منقول عن أتيته وأتوته، وهما لغتان.
ثم يقول الراغب:
و" الإتباع " و " الإتلاء " و " الاحتذاء" و " الاقتداء" تتقارب:
فالإتلاء: مجيء بعد آخر بلا فاصل بينهما من جنسهما.