ففسّر ما أراد من الآلاء، بذكر أنه لم يكن مفراحاً إذا مسه الخير، ولا مناناً إذا أنعم.
وقالت الخنساء:
فنبكي أخاك لآلائه
...
إذا المجدُ ضيَّعه السائسونا
أما معجم المجمع فقد قال: آلاء: نعم.
وبالموازنة بين الأقوال السابقة يتبين ما يلي:
- الاختصار في قول الراغب ورده على المعتزلة بقوله: وهذا تعسف من حيث البلاغة.
- الزيادة التي أضافها السمين لم تكن إلا في ذكر بعض الآيات التي لم يذكرها الراغب.
- وأما الفيروزأبادي فلم يذكر الكلمة أصلاً.
- وكذلك معجم المجمع لم يذكر إلا كلمة واحدة وهي" نِعَم ".
أما التحقيق والتأصيل والتدقيق فهو ما لجأ إليه الفراهي ولابد أن الذي دفع الفراهي إلى هذه الدراسة شعوره بأن المعنى المعروف ليس دقيقاً، وبخاصة حينما ينظر إليه في تفسير الآية القرآنية كما في قوله تعالى في سورة " الرحمن": ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنْتَصِرَانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ (الرحمن: ٣٥-٣٦) فأين النعمة في إرسال الشواظ من النار؟ وهذا ما اضطر كثيراً من المفسرين إلى التعسف في التأويل،


الصفحة التالية
Icon