النار، كما قال تعالى: " ﴿سَيَصْلَى نَاراً﴾ وأيضاً: " ﴿سَيَصْلَى نَاراً﴾ ومنه التصلية، كما قال تعالى: ﴿وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ﴾ واستعملت العرب كل ذلك"
ومن كل ما تقدم يبدو لنا أن معظم كلام الراغب قد ورد عند كل من السمين والفيروزأبادي، وأن الإضافات التي أضافها السمين تتصل ببعض الشواهد الشعرية التي أغفلها الراغب، كما أغفل بعض الأصول الاشتقاقية التي ذكرها كل من السمين والفيروزأبادي كالصَّلَوين وغيره.
وكذلك يلاحظ أن السمين ذكر " الصلاة" تحت مادة " ص ل و " وذكر " صَلِيَ النار" و " التَّصْلِيَة" تحت مادة " ص. ل. ي" فقد فرق بين المادتين فجعل الأولى من الواو، والثانية من الياء، وقد انفرد السمين بهذا.
جعل الراغب أصل الكلمة من " الصِّلى " بمعنى: الإيقاد بالنار ن ثم ذهب إلى معنى الدعاء والتبريك والتمجيد، ولكنه لم يبين لنا كيف تم الانتقال من معنى " الإيقاد بالنار" إلى معنى " الدعاء" علماً بأنه بعد أسطر أورد قول بعضهم من أن أصل " الصلاة " من " الصَّلَى" قال: ومعنى صلَّى الرجل: أنه ذاد وأزال عن نفسه بهذه العبادة " الصَّلَى " الذي هو نار الله الموقدة. وبناء "صلّى" كبناء " مَرَّضَ" لإزالة المرض، ولايبدو هذا التعليل على درجة من القوة تجعله يحظى بالقبول.
وأما ما ذهب إليه الفراهي من أن " الصلاة " – في الأصل -: الإقبال على شيء وأنها كلمة قديمة جاءت في الكلدانية بمعنى الدعاء والتضرع، وفي العبرانية بمعنى الصلاة والركوع، فإن هذا الأصل الاشتقاقي يدخل تحته كل