أي: من غير أن يمر بك كثير زمان.
وقال شريح بن هاني بن يزيد بن يهبل بن وريد بن سفيان:
قد عشت بين المشركين أعصرا | ثمت أدركت النبي المنذرا |
قد كنت في عصر لاشيء يعدله | فبان مني وهذا بعده عصرا |
وقال أبو خرابة الوليد بن ضيفة:
وكنا حسبناهم فوارس كهمس | حيوا بعدما ماتوا من الدهر أعصُرا |
وقال ابن هرمة (١) :
أذكرْتَ عَصْرَك أم شَجَتْك ربوع | أم أنت مُتَبّل الفؤاد مضوع |
وهكذا نرى أن السابقين فسروا " العصر " بالدهر والزمان عموماً، وأن الفراهي رأى أن ذلك التفسير غير دقيق، فانطلق يرتاد رياض الشعر الجاهلي باحثاً عن حقيقة المعنى فانتهى إلى أنه ليس مطلق الزمان وإنما هو الزمان الماضي، وأكد ذلك بالشواهد الشعرية الكثيرة. وهذا يعني أن المعاني الدقيقة يمكن الوصول إليها من خلال استعمال العرب الأقحاح لها في شعرهم.
(١) شعر إبراهيم بن هرمة: ١٢٤ – مجمع اللغة العربية بدمشق.