(والتغيير تبديل شيء بما يضادُّه، فقد يكون تبديل صورة جسم كما يقال: غيرت داري، ويكون تغيير حال وصفة، ومنه تغيير الشيب، أي صباغه، وكأنه مشتق من الغير، وهو المخالف، فتغيير النعمة إبدالها بضدها وهو النقمة وسوء الحال، أي تبديل حال حسنة بحالة سيئة المراد بهذا التغيير تغيير سببه، وهو الشكر بأن يبدلوه بالكفران) (١).
﴿ِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (الرعد: ١١).
(والتغيير: التبديل بالمغاير) (٢).
٨- محمد عزة دروزة (ت)
﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (الأنفال: ٥٣)
(وتقرير عدم تبديل حالة قوم إلى ضدها إلا إذا غيروا ما بأنفسهم يشمل الإيجاب والسلب معاً لأن هذا هو مقتضى سنة الله العامة. ونعني أن تغير حالة قوم سيئة إلى ما هو أحسن منها منوط كذلك بتغيير ما بأنفسهم. وإذا كانت الآية قد ذكرت النعمة، فإن ذلك هو ما اقتضاه ظروف تنزيلها والناس الذين عنوا فيها وحسب. وفي سورة الرعد، جملة وردت فيها الحكمة عامة، بحيث تشمل حالتي النعمة والنقمة وهي هذه ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ ) (٣).
(٢) التحرير والتنوير ١٣/١٠٢
(٣) التفسير الحديث: ٨/٤٧