(وقال إبراهيم ومجاهد وغيرهما: "التغيير لخلق الله يريد به دين الله؛ وذلك وإن كان محتملاً فلا نقول: إنه المراد بالآية، ولكنه مما غير الشيطان، وحمل الآباء على تغييره، وكل مولود يولد على الفطرة، ثم يقع التغيير على يدي الأب والكافل والصاحب، وذلك تقدير العزيز العليم"). (١)
٤- الفخر الرازي (ت ٦٠٦)
﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾ (النساء: ١١٩).
(وللمفسرين ههنا قولان: أن المراد من تغيير خلق الله تغيير دين الله، وهو قول سعيد بن جبير وسعيد بن المسيب والحسن والضحاك ومجاهد والسدي والنخعي وقتادة، وفي تقرير هذا القول وجهان: الأول: أن الله تعالى فطر الخلق على الإسلام يوم أخرجهم من ظهر آدم كالذر، وأشهدهم على أنفسهم أنه ربهم وآمنوا به، فمن كفر فقد غير فطرة الله التي فطر الناس عليها، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم" كل مولود يولد على الفطرة" ولكنْ أبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه.
والوجه الثاني: في في تقرير: أن المراد من تغيير دين الله هو تبديل الحلال حراماً والحرام حلالاً.
والقول الثاني: حمل التغيير على تغيير أحوال كلها تتعلق بالظاهر، وذكروا فيه وجوها الأول: قال الحسن: المراد ما روى عبد الله بن