ويؤيد هذا قراءة قوله تعالى: ﴿وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ﴾ بالتشديد ﴿فَرَقْنَاهُ﴾ والتخفيف ﴿فَرَقْنَاهُ﴾ ١ كما أنه قد جاء مع القرآن أنزل، قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ﴾ (النحل: ٤٤) يقول سيبويه: "فعّل وأفعل يتعاقبان".
٤ - مجيء "نزّل" المضعف في آيات كثيرة بحيث لا يراد منها إفادة التكثير والتنجيم إلا على تأويل متكلف وبعيد جداً كقوله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ﴾ (الأنعام: ٣٧) وقوله: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَسُولاً﴾ (الإسراء: ٩٥) ؟فالمراد هنا مطلق الإنزال لا تكثير المنزل. ٢
ومن أجل هذا ذهب بعضهم إلى جعل هذا التفريق غالباً في استعمال القرآن لا قاعدة مطردة محاولة للجمع بين القولين. ٣
٢ انظر: البحر المحيط (٢/٣٧٨) والدر المصون (٣/٢١).
٣ انظر: المدخل لدراسة القرآن للشيخ محمد محمد أبو (شهبة ٤٩).