كيفية إنزال القرآن الكريم" وبسطه في معرض رده على قول السيوطي بأن جبريل عليه السلام أخذ القرآن من اللوح المحفوظ وجاء به إلى محمد صلى الله عليه وسلم١ فقال:
"هذه المقالة اغتر بها كثير من الجهلة وراجت عليهم، والسيوطي -رحمه الله- مع طول باعه، وسعة اطلاعه، وكثرة مؤلفاته؛ ليس من يعتمد عليه في مثل هذه الأصول العظيمة. وهذه المقالة مبنية على أصل فاسد وهو القول بخلق القرآن وهذه مقالة الجهمية والمعتزلة ومن نحى نحوهم وهذه المقالة الخاطئة حقيقتها إنكار أن يكون الله متكلماً حقيقة.. ثم - قال -
والقائلون بخلق القرآن منهم من يقول خلقه في اللوح المحفوظ وأخذ جبريل ذلك المخلوق من اللوح وجاء به إلى محمد ﷺ ومنهم من يقول خلقه في جبريل، ومنهم من يقول خلقه في محمد ﷺ إلى غير ذلك من أقوالهم) ٢ فهذا ما ينتهي إليه هذا القول ويؤول إليه وإن لم يكن كثير من الناقلين له يقصدونه.
ثم أبان الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - مذهب أهل السنة فقال: "فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة قاطبة أن الله تعالى لم يزل متكلماً إذا شاء، ومتى شاء، وكيف شاء، وأن جبريل عليه السلام، سمع القرآن الكريم من الله تعالى وبلغه محمد صلى الله عليه وسلم). ٣
ومن تمام الترجيح توجيه أدلة القول الآخر أو الرد عليها. فيجاب على أدلة القول الثاني - على سبيل الإيجاز - بما يلي:

١ انظر الاتقان للسيوطي (١/١٥٧).
٢ الجواب الواضح المستقيم في التحقيق في كيفية إنزال القرآن الكريم للعلامة الشيخ محمد بن إبراهيم، (ص٢-). مطبعة الحكومة بمكة المكرمة، عام ١٣٦٩هـ.
٣ المصدر السابق. (ص٣).


الصفحة التالية
Icon