أما البيهقي فقد حمل حديث واثلة بن الأسقع على أن المراد به الإنزال جملة فقال: "قلت: وإنما أراد - والله أعلم - نزول الملك بالقرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا". ١
ويشهد لهذا المعنى ما رواه ابن أبي شيبة عن أبي قلابة قال: ".. أنزلت الكتب كاملة ليلة أربع وعشرين من رمضان.."٢
وقد ذهب صفي الرحمن المباركفوري في كتابه الرحيق المختوم إلى تحديد دقيق، ورأي جديد وهو أن يوم نزول القرآن وشهره كان يوم الإثنين لإحدى وعشرين مضت من رمضان ليلاً. الموافق عشرة أغسطس سنة ٦١٠م، وكان عمره ﷺ إذ ذاك أربعون سنة قمرية وستة أشهر و١٢ يوماً، وذلك نحو ٣٩ سنة شمسية وثلاثة أشهر و٢٢ يوماً. وهو قول لم يقل به أحد قبله وقد بناه على مايلي:
١ - كونه يوم الإثنين بناء على ما صح من حديث أبي قتادة الأنصاري وفيه ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت أو أنزل عليّ فيه، وهو ما اتفق عليه أهل السير.
٢ - وكونه شهر رمضان عملاً بالآيات الثلاث في سور: البقرة، الدخان، والقدر. وكونه شهر الجوار والتحنث بحراء.
٣ - وكونه لإحدى وعشرين مضت من رمضان. بناء على أن حساب التقويم العلمي لذلك الشهر في تلك السنة لا يوافق يوم الإثنين إلا يوم السابع، والرابع عشر، والحادي والعشرين، والثامن والعشرين. ولأن ليلة القدر إنما تقع

١ الأسماء والصفات للبيهقي (١/٣٦٧)، والمرشد الوجيز (١٤).
٢ المرشد الوجيز (١٣).


الصفحة التالية
Icon