التعريف بعلوم القرآن فناً مستقلاً ومتى ظهر هذا الاصطلاح:
هو علم ذو مباحث تتعلق بالقرآن الكريم من حيث نزوله وترتيبه وكتابته وجمعه وقراءاته وتفسيره وإعجازه وناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه إلى غير ذلك من المباحث التي تذكر في هذا العلم١، وقد يسمى هذا العلم بأصول التفسير لأنه يتناول العلوم التي لابد للمفسر منها٢.
وأول ظهور هذا المصطلح لعلوم القرآن فناً مستقلاً كان على يد الحوفي المتوفى ٤٣٠هـ في كتابه "البرهان في علوم القرآن"، ثم تبعه ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧هـ في كتابه "فنون الأفنان في عجائب القرآن" ثم جاء بدر الدين الزركشي المتوفى سنة ٧٩٤هـ بكتاب واف سماه "البرهان في علوم القرآن" ثم جاء البلقيني المتوفى سنة ٨٢٤هـ فألف كتابه "مواقع العلوم من مواقع النجوم" ثم جاء خاتمة الحفاظ وفارس الميدان جلال الدين السيوطي المتوفى سنة ٩١١هـ بكتابه "الإتقان في علوم القرآن"، وصار الناس بعده عيالاً عليه، كلٌ يأخذ منه، والبعض يلخص والبعض يختصر.
وقد نشط التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث مثل كتاب مصطفى صادق الرافعي في إعجاز القرآن، والنبأ العظيم للدكتور محمد عبد الله دراز، وكتاب الشيخ طاهر الجزائري (التبيان في علوم القرآن) وكتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني وكتاب المدخل في
٢ -مباحث في علوم القرآن ١/١٦.