كانت غزوة بدر في رمضان، ويؤيد هذا ما عليه المحققون في حديث بدء الوحي.
عن عائشة قالت "أول ما بدئ به رسول الله ﷺ من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح"١ فالمحققون على أن رسول الله ﷺ نبئ أولاً بالرؤيا في الشهر الذي ولد فيه وهو شهر ربيع الأول، وكانت المدة بين الرؤيا والوحي إليه يقظة ستة أشهر ثم أوحي إليه يقظة بـ ﴿اقْرَأْ﴾.
قال الشيخ مناع القطان رحمه الله٢ "وبهذا تتآزر النصوص على معنى واحدٍ".
٣- المذهب الثالث يرى أن القرآن أنزل إلى السماء الدنيا في ثلاث وعشرين ليلة قدر في كل ليلة منها ما يقدر الله إنزاله في كل السنة، وهذا القدر الذي ينزل في ليلة القدر إلى السماء الدنيا لسنة كاملة ينزل بعد ذلك منجماً على رسول ﷺ في جميع السنة.
ولا شك أن هذا المذهب اجتهاد من بعض المفسرين فليس هناك ما يدل عليه، أما المذهب الثاني فإنه لا تعارض بينه وبين المذهب الأول الذي هو مذهب ابن عباس والجمهور.
فالراجح أن القرآن الكريم له تنزّلان، كما علمت:
الأول:- نزوله إلى بيت العزة من سماء الدنيا جملة.

١ -رواه البخاري رقم ٢ كتاب بدء الوحي ومسلم كتاب الإيمان ١٦٠.
٢ -مباحث في علوم القرآن ص١٠٠ في بعدها.


الصفحة التالية
Icon