الحاجة ماسة إلى هذا التسهيل وتلك التوسعة: يشهد لهذا حديث مسلم أن النبي كان عند أضاة بني غفار وقد تقدم١.
٦ - هذه التوسعة مظهر من مظاهر الرحمة والنعمة ولا ينبغي أن تكون مصدر اختلاف أو أن تكون مثيرة للشك، أو مضعفة لليقين، فقد حذرهم الرسول صلوات الله عليه من الاختلاف، كما في حديث ابن مسعود، ومن الشك في القرآن كما في حديث عمرو بن العاص "فلا تماروا فيه" وفي رواية لابن جرير الطبري من حديث أبي جهم "فلا تماروا في القرآن فإن المراء فيه كفر"٢.
٧ - حرص الصحابة رضوان الله عليهم البالغ على القرآن وغاية تحوطهم في المحافظة عليه، ونفي الريب والتغيير والتبديل عنه، ويدل على هذا ما كان من الفاروق عمر رضي الله عنه مع هشام بن حكيم حتى هم أن يأخذ بتلابيبه وهو في الصلاة٣.
المحور الثالث: المراد بمعنى الأحرف السبعة: اعلم أنه اختلف في ذلك اختلافاً كثيراً حتى أوصل السيوطي الأقوال في معناها إلى نحو أربعين قولاً٤.
وأنا أذكر بعضها فقط، ملخصاً ذلك من كتب الفن:-
٢ تلخيصا من الكتب التالية: المدخل في علوم القرآن، تفسير ابن جرير الطبري مباحث في علوم القرآن، الإتقان في علوم القرآن الكريم، مناهل العرفان.
٣ الإتقان ١/٤٥.
٤ أخرجه ابن جرير في تفسيره ١/٤٤.