هذا: وقد جمع السيوطي في الإتقان١ بين هذه الأقوال الثلاثة فقال: ولا منافاة عندي بين هذه الروايات في آية الربا، وآية واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله، وآية الدين، لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف لأن موضوعها واحد، فأخبر كل واحد عن بعض ما نزل بأنه آخر، وذلك صحيح.
وقد جمع الحافظ بين القولين٢ بأن هذه الآية هي ختام الآيات المنزلة في الربا إذ هي معطوفة عليهن، كما رجح أن آية واتقوا يوما… هي الأليق بالختام.
القول الرابع: آخر ما نزل قوله تعالى ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ﴾ وآخر ما نزل من السور براءة، ويدل على هذا ما رواه البخاري ومسلم عن البراء بن عازب أنه قال: آخر سورة نزلت براءة، وآخر آية نزلت ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ﴾ (النساء: ١٧٦). يجاب عن هذا بأن سورة براءة آخر ما نزل في شأن القتال والجهاد.
القول الخامس: أن آخر ما نزل قوله تعالى ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾ (النساء: ٩٣) ويدل لهذا القول ما رواه البخاري٣ عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً، هي آخر ما نزل، وما نسخها شيء والجواب أنها آخر ما نزل في حكم قتل المؤمن عمداً، فهي آخرية مقيدة.

١ بواسطة المدخل ١/١٢٠.
٢ البخاري ٤٣٦٤ المغازي، مسلم ١٦١٨ الفرائض أحمد ٨١٦٤.
٣ البخاري رقم ٤٥٩٠ تفسير القرآن، مسلم رقم ٣٠٢٣ التفسير.


الصفحة التالية
Icon