على شاكلته من أن وجه الإعجاز في القرآن هو أنهم منعوا منه وصرفوا عنه قول فاسد، لأن إجماع الأمة قبل حدوث المخالف أن القرآن هو المعجز، فلو قلنا إن المنع والصرفة هو المعجز لخرج القرآن عن أن يكون معجزاً، وذلك خلاف الإجماع.
هذا وقد ذكر العلماء أوجهاً كثيرة للإعجاز نلخص منها ما يأتي بإيجاز:-
١- النظم البديع المخالف لكل نظم معهود في لسان العرب لأن، نظمه ليس من نظم الشعر في شيء وكذلك قال ربّ العزة الذي تولى نظمه ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ﴾ (يس: ٦٩). وفي صحيح مسلم أن أنيساً أخا أبي ذر قال لأبي ذر: لقيت رجلاً بمكة على دينك يزعم أن الله أرسله. قلت: فما يقول الناس؟ قال: يقولون شاعر كاهن ساحِرٌ وكان أنيس أحد الشعراء قال أنيس: لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم، ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر١ فلم يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون٢.
٢- الأسلوب المخالف لجميع أساليب العرب.
٣- الجزالة التي لا تصح من مخلوق بحال، قال القرطبي٣: وتأمل ذلك في سورة ق والقرآن المجيد إلى آخرها وقوله سبحانه {وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

١ -أقراء الشعر: أنواعه وطرقه وبحوره وأنحاؤه.
٢ -مسلم رقم ٢٤٧٣، البخاري رقم ٣٥٢٢، أحمد رقم ٢١٠١٥.
٣ -البرهان ٢/٢١٨-٢٥١. الإتقان ٤/٣-٢٣، المحرر الوجيز ١/٣٨، النكت في إعجاز القرآن ١/١٠٣، ١٠٤.


الصفحة التالية
Icon