قال الإمام ابن الجزري١: وكلا الوجهين محتمل إلا أن الأول محتمل احتمالاً قوياً في قوله ﷺ (سبعة أحرف) أي سبعة أوجه وأنحاء، والثاني محتمل احتمالاً قوياً في قول عمر رضي الله عنه في الحديث سمعت هشاماً يقرأ سورة الفرقان على حروف كثيرة وكذا قوله في الرواية الأخرى سمعته يقرأ فيها أحرفاً لم يكن نبي الله ﷺ أقرأنيها فالأول غير الثاني كما سيأتي بيانه ٢.
٢) المراد بالأحرف السبعة:-
اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في تفسير هذه الأحرف اختلافاً كبيراً حتى قال ابن حبان٣: اختلف أهل العلم في معنى الأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولاً وأوصلها السيوطي في الإتقان إلى أربعين قولاً وأكثر هذه الآراء متداخل وهي من المباحث الشائكة التي زلت فيها أقدام بعض العلماء، واستعصى الفهم فيه على بعض العلماء ولاذ البعض بالفرار منه، وكثر فيه القيل والقال، والحديث عنه ضروري لصلته الكبرى بنزول القرآن فاختصرته وذكرت القول الراجح عند جمهور العلماء وأتبعته بأقوال العلماء في هذا الباب٤:-
٢ انظر النشر في القراءات العشر ١/٢٣، ٢٤.
٣ هو أبو حاتم محمد بن حبان البستي، صاحب الصحيح، توفي ٣٥٤ هـ، انظر شذرات الذهب ٣/١٦.
٤ للتوسع في هذا المبحث يرجع إلى الكتب الآتية البرهان في علوم القرآن ١/٢١١، ٢١٣، جامع البيان في تفسير القرآن، المقدمة، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١/٤١، ٤٩، التذكار في أفضل الأذكار ص٣٠، فضائل القرآن لابن كثير ٦٧-٧٢ النشر في القراءات العشر لابن الجزري ١/٢١، ٥١ الإتقان ١/١٣١-١٤٢، مناهل العرفان ١/١٣٧، ١٩٢، منهج الفرقان في علوم القرآن ٥٣، ٧٩،