٣) أن هذا المذهب يعتمد على الاستقراء التام لاختلاف القراءات وما ترجع إليه من الوجوه السبعة بخلاف غيره فإن استقراءه ناقص أو في حكم الناقص١.
وهناك قول آخر صار إليه بعض العلماء وقالوا ٢:
أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد يعني سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو: أقبل، وتعال، وهلم، وعجل، وأسرع فهي ألفاظ مختلفة لمعنى واحد، فإن هذه ألفاظ سبعة مختلفة يعبر بها عن معنى واحد وهو طلب الإقبال وإلى هذا القول ذهب سفيان بن عيينة٣وابن جريرالطبري ٤ والطحاوي٥ وغيرهم، وليس معنى هذا أن كل كلمة كانت تقرأ بسبعة ألفاظ من سبع لغات بل المراد: غاية ما ينتهي إليه الاختلاف في تأدية المعنى هو سبع، قال الإمام الطحاوي: وأبين ما ذكر في ذلك حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى النبي ﷺ فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده حتى بلغ إلى سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف

١ انظر مناهل العرفان للزرقاني ١/١٥٧، والقراءات للدكتور شعبان محمد إسماعيل ٤٥.
٢ انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١/٤٢، الإتقان للسيوطي ١/١٣٤، جامع البيان للطبري، المقدمة ١٧، منهج الفرقان محمد علي سلامة ٦١، مباحث في علوم القرآن لمناع القطان ١٣٦.
٣ سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي الكوفي أبو محمد، محدث الحرم المكي من الموالي، كان حافظاً ثقة واسع العلم، توفي سنة ١٩٨هـ، الأعلام ٣/١٠٥.
٤ محمد بن جرير الطبري أبو جعفر المؤرخ المفسر الإمام، له تصانيف منها جامع البيان في تفسير القرآن، توفي سنة ٣١٠هـ، الأعلام ٦/٦٩.
٥ أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الأزدي الطحاوي، أبو جعفر، فقيه انتهت إليه رياسة الحنفية بمصر، له تصانيف منها شرح معاني الآثار ومشكل الآثار، توفي سنة ٣٢١هـ، الأعلام ١/٢٠٦.


الصفحة التالية
Icon