وكل هذا يدل على الاهتمام الكبير والعناية الفائقة من الصحابة رضوان الله عليهم لكتاب الله تعالى قولاً وعملاً ١.
وهناك بعض العوامل التي أدت بالصحابة إلى العناية بالقرآن الكريم حفظاً في عهد الرسول ﷺ ومن أهم تلك العوامل ٢:-
١) أن الصحابة كانوا أميين لا يعرفون القراءة والكتابة إلا نذر يسير منهم، ولذلك كانوا يعتمدون على حافظتهم لأن الحفظ هو السبيل الوحيد إلى إحاطتهم بالقرآن الكريم.
٢) المحبة الصادقة لله ولرسوله ﷺ وما يتصل به وما نزل عليه، ومن المعلوم أن الحب إذا صدق وتمكن حمل المحب حملاً على ترسم آثار محبوبه والتلذذ بحديثه والتنادر بأخباره، ولذلك كان حب الصحابة للرسول ﷺ من أقوى العوامل على حفظهم كتاب الله تعالى حيث كانوا يتسابقون إلى كتاب الله يأخذون عنه ويحفظون منه.
٣) أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا أمة يضرب بهم المثل في الذكاء وقوة الحافظة وصفاء الطبع وسيلان الذهن وحدة الخاطر.
الترغيب في حفظ القرآن الكريم وتطبيق أحكامه مما جعل الصحابة يعتنون به اعتناءً خاصاً، فقد وردت الآيات والأحاديث الكثيرة في فضل حفظ القرآن الكريم وقراءته، فمن ذلك قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ

١ الإتقان للسيوطي ٢٠٤، مناهل العرفان ١/٤١٤، فضائل القرآن العظيم لابن كثير ٨٥ –٩٣، القراءات للدكتور شعبان إسماعيل ٦٢، ٦٣، ٦٤.
٢ انظر البيان في مباحث من علوم القرآن لعبد الوهاب غزلان ١٤٦-١٥٦.


الصفحة التالية
Icon