وعندما نَزَلَتْ قوله تعالى: ﴿لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (النساء: ٩٥) الْآيَةَ جَاءَ عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَكَانَ ضَرِيرَ الْبَصَرِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَأْمُرُنِي إِنِّي ضَرِيرُ الْبَصَرِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾ الْآيَةَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِيْتُونِي بِالْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ أَوِ اللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ) ١.
وممن اشتهر بكتابة القرآن في عهد النبي ﷺ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح وهو أول من كتب له بمكة، والزبير بن العوام ومعاوية، وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاص بن أمية، وأبي بن كعب وهو أول من كتب له بالمدينة، وزيد بن ثابت، وشرحبيل بن حسنة وعبد الله بن رواحة وعمرو بن العاص، وخالد بن الوليد، والأرقم بن أبي الأرقم، وثابت بن قيس، وعبد الله بن الأرقم الزهري، وحنظلة بن الربيع الأسدي وغيرهم ٢.
وكان هؤلاء الصحابة يكتبون ما يمليه عليهم الرسول ويرشدهم إلى كتابته من غير أن يزيدوا فيه حرفاً أو ينقصوا منه حرفاً ٣.
وتوفي رسول الله ﷺ والأمة الإسلامية قد حفظت القرآن واستظهرته وكتبته بالطرق والوسائل الموجودة لديها، وكانت هذه الكتابة
٢ الاستيعاب على هامش الإصابة ١/٥١، فتح الباري ٩/١٦-١٨، المدخل إلى القرآن الكريم ٣٣٨، ٣٣٩.
٣ المدخل لدراسة القرآن الكريم ٣٣٩.