وسلم حتى قبض، وغزوتَ مع أبي بكر حتى مات، وغزوت مع عمر، فنحن نغزوا معك، فقال: جهزوني فجهزوه، فركب البحر فمات، فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام، فلم يتغير ١.
وهذه الكلمة العظيمة لم يقلها إلا بعد أن عرف رضي الله عنه أهمية القرآن وأثره العظيم في التربية فقال (ألا أرى ربي يستنفرني شاباً وشيخاً).
بل إن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يستجيبون لله وللرسول والقرآن بمجرد الوصول إليهم ولو من خبر الواحد كما حدث عند تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة فعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ ٢.
فامتثلوا لقول القائل الذي أخبرهم بأن الله تعالى أنزل قرآناً على النبي ﷺ ولم يعرفوا الآيات التي أنزلت، فاتجهوا فور سماعهم إلى الكعبة المشرفة دون انتظار أوتأخير ونماذج الاعتناء بالقرآن الكريم من الناحية التطبيقية أكثر من أن تُحصى، فكتب السنة النبوية مليئة بالآثار التي تدل على عناية النبي ﷺ وأصحابه بالقرآن حفظاً وكتابةً وتطبيقاً.
٢ أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب ما جاء في القبلة ص٨٧ ٤٠٣.