سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (البقرة: ٢٩) بما صار معناه "ثم رفع نفسه إلى السماء": hen He lifted Himself to Heaven، وليس معنى "استوى" "رفع"، بل معناها في هذه الآية: "قصد وعمد"، بدليل صلة الفعل وهي "إلى".
ويلاحظ أن معظم الترجمات الاستشراقية ترمي إلى ترسيخ مفاهيم خاطئة حول القرآن الكريم بالزعم بأنه من صنع البشر وتجريده من صفته السماوية والإدعاء بأن القرآن يخاطب العرب دون سواهم من البشر بهدف التقليل من عالمية الرسالة الإسلامية. كما أن بعض المستشرقين عمد إلى التلاعب بترتيب السور القرآنية كما فعل رودول وبل. أما ما قام به اليهودي ن. ج. داود في كتابه الذي سمّاه "القرآن" The Koran، وأصدره عام ١٩٥٦م، فإنه لم يتبع ترتيب سور القرآن الكريم المأثور في الترجمة، بل اخترع من عنده ترتيباً حسب زعمه الباطل بأن للقرآن نغمة شعرية، ولكن هذه النغمة الشعرية توجد في بعض السور والآيات أكثر من بعض السور الأخرى، فقدّم السور التي زعمها جهلاً منه وعناداً أنها أكثر شعرية وصنف لها درجات من الغناء، فوضع بعضها في الدرجة الأولى وبعضها في الدرجة الثانية وهكذا صنف للسور درجات من الغناء والشعر، فيبدأ بسورة الزلزلة تليها سورة الانفطار وتعقبها سورة التكوير ثم سورة الإنسان. وعمد إلى إسقاط أرقام الآيات فضلاً عن النص العربي للقرآن الكريم ليكون قارئه بعيداً عن الأصل وليكون عمله هذا