د) ترجمة محمد أسد: رحبت الأوساط العلمية بترجمة محمد أسد لمعاني القرآن الكريم، وهو مسلم نمساوي معروف بمؤلفاته القيمة. وبما أنه أوربي الأصل والثقافة وعاش مع الإنجليز زمناً طويلاً، فقد صارت مقدرته على اللغة الإنجليزية أمراً فوق مستوى الشبهات، وكذا معرفته باللغة العربية، إذ تلقى اللغة العربية من أساتذة عرب، وعاش معهم طويلاً وبخاصة مع عرب الجزيرة العربية، وتشبع بروح الأدب العربي، كما تدل عليه كتاباته وبخاصة كتابه الشهير "الطريق إلى مكة".
ومن الأخطاء التي وقع فيها محمد أسد في ترجمته ما يلي:
١- يميل إلى إنكار المعجزات جملة وتفصيلاً، فيرى مثلاً أن نزول الملائكة لنصرة المسلمين في يوم بدر تعبير مجازي، والمراد منه تقوية المسلمين وتشجيعهم ورفع معنوياتهم.
٢- يرى أن"التابوت" معناه القلب الذي فيه سكينة.
٣- يقوده إنكار المعجزات إلى تصنيف معانٍ شاذة للكلمات القرآنية مما لا يسوغه الذوق ولا يؤيّده كلام العرب، ويعكس المثال التالي صورة واضحة لطريقة تفسيره ومعالجته موضوع المعجزات، وفيما يلي ترجمة محمد أسد وتفسيره للآية مترجماً:
{وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي


الصفحة التالية
Icon