(Edward Sapir) إلى اعتبار اللغة العربية التي كانت وعاءً لحمل الحضارة من بين لغات خمس أدت ذلك الدور وهي اللاتينية واليونانية والسنسكريتية والصينية الكلاسيكية.
وتحظى الترجمة في العصر الحديث باهتمام منقطع النظير، إذ يترجم سنوياً مئات الآلاف من الأبحاث والمقالات العلمية، بل إنه لا يكاد يطبع كتاب ذو أهمية حتى تصدر ترجمته في غير لغة خلال فترة وجيزة. كما أن السوق الأوربية المشتركة تنفق حوالي ٤٠% من ميزانيتها على الترجمة من لغات أعضاء السوق وإليها.
وغني عن القول أن الترجمة قد تكون أداة بناءٍ وإصلاح إذا ما التزم المترجم الأمانة العلمية واختار ما يصلح للترجمة، وقد تكون معول هدم إذا لم تستغل في نقل الفضيلة وما ينفع الناس. كما أن خطأً في الترجمة قد يشعل فتيل الحرب بين الأمم، وقد يجعل القنابل النووية تتساقط على المدن لتفني النسل والحرث. وقد أدى خطأ في ترجمة الكلمة اليابانية mokasutu الواردة في البرقية التي أرسلتها اليابان إلى واشنطن قبيل إلقاء القنبلة إلى ذلك الحادث المأساوي نظراً لأن الكلمة ترجمت إلى الإنجليزية بـ ignored بدلاً من considered أي "يتجاهل (الإنذار) " بدلاً من"يُقبل". وكذا الأمر بالنسبة للغموض الذي يلف القرار ذا الرقم ٢٤٢ الصادر عن الأمم المتحدة فقد ترجمت عبارة:
le retrait des territoires occupés
إلى the withdrawal from occupied territories.