التسليم واعتقاد الحقية بلا تكييف وفائدة إنزال المتشابه الإيمان به واعتقاد حقية ما أراد الله به ومعرفة قصور إفهام البشر عن الوقوف على مالم يجعل لهم إليه سبيلاً ويعضده قراءة أبي ويقول الراسخون وعبد الله إن تأويله إلا عند الله ومنهم من لا يقف عليه ويقول بأن الراسخين في العلم يعلمون المتشابه ويقولون كلام مستأنف موضح لحال الراسخين بمعنى هؤلاء العالمون بالتأويل يقولون آمنا به أي بالمتشابه أو بالكتاب ﴿كُلٌّ﴾ من متشابهه ومحكمه ﴿مِّنْ عِندِ رَبّنَا﴾ من عند الله الحكيم الذي لا يتناقض كلامه ﴿وَمَا يَذَّكَّرُ﴾ وما يتعظ وأصله يتذكر ﴿إِلاَّ أُوْلُواْ الألباب﴾ أصحاب العقول وهو مدح للراسخين بإلقاء الذهن وحسن التأمل وقيل يقولون حال من الراسخين
رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٨)
﴿رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا﴾ لا تملها عن الحق بخلق الميل في القلوب ﴿بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾ للعمل بالمحكم والتسليم للمتشابه ﴿وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً﴾ من عندك نعمة بالتوفيق والتثبيت ﴿إِنَّكَ أَنتَ الوهاب﴾ كثير الهبة والآية من مقول الراسخين ويحتمل الاستئناف أي قولوها وكذلك التي بعدها وهي
رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (٩)
﴿رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ الناس لِيَوْمٍ﴾ أي تجمعهم لحساب يوم ولجزاء يوم ﴿لاَ رَيْبَ فِيهِ﴾ لا شك في وقوعه ﴿إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد﴾ الموعد والمعنى أن الإلهية تنافي خلف الميعاد كقولك إن الجواد لا يخيب سائله أي لا يخلف ما وعد المسلمين والكافرين من الثواب والعقاب
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (١٠)
﴿إِنَّ الذين كَفَرُواْ﴾ برسول الله ﴿لَن تُغْنِيَ﴾ تنفع أو تدفع ﴿عَنْهُمْ أموالهم وَلاَ أولادهم مّنَ الله﴾ من عذابه ﴿شَيْئاً﴾ من الأشياء ﴿وأولئك هم وقود النار﴾ حطبها