أعينهم حتى اجترءوا عليهم فلما اجتمعوا كثروا في أعينهم حتى غلبوا فكان التقليل والتكثير في حالتين مختلفتين ونظيره من المحمول على اختلاف الأحوال فيؤمئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان وقفوهم أنهم مسئولون وتقليلهم تارة وتكثيرهم أخرى في أعينهم أبلغ فى القدرة وإظهار الآية ومثليهم نصب على الحال لأنه من رؤية العين بدليل قوله ﴿رَأْيَ العين﴾ يعني رؤية ظاهرة مكشوفة لا لبس فيها ﴿والله يُؤَيّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ﴾ كما أيد أهل بدر بتكثيرهم في أعين العدو ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ﴾ في تكثير القليل ﴿لَعِبْرَةً﴾ لعظة ﴿لأُوْلِي الأبصار﴾ لذوي البصائر
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (١٤)
﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ﴾ المزين هو الله عند الجمهور للابتلاء كقوله ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرض زينة لها لنبلوهم﴾ دليله قراءة مجاهد زين للناس على تسمية الفاعل وعن الحسن الشيطان ﴿حُبُّ الشهوات﴾ الشهوة توقان النفس إلى الشئ جعل الأعيان التي ذكرها شهوات مبالغة في كونها مشتهاة أو كأنه أراد تخسيسها بتسميتها شهوات إذ الشهوة مسترذلة عند الحكماء مذموم من اتبعها شاهد على نفسه بالبهيمية ﴿مِّنَ النساء﴾ والإماء داخلة فيها ﴿والبنين﴾ جمع ابن وقد يقع في غير هذا الموضع على الذكور والإناث وهنا أريد به الذكور فهم المشتهون في الطباع والمعدون للدفاع ﴿والقناطير﴾ جمع قنطار وهو المال الكثير قيل ملء مسك ثور أو مائة ألف دينار ولقد جاء الإسلام وبمكة مائة رجل قد قنطروا ﴿المقنطرة﴾ المنضدة أو المدفونة ﴿مِنَ الذهب والفضة﴾ سمي ذهباً لسرعة ذهابه بالإنفاق وفضة لأنها تتفرق بالإنفاق والفض التفريق ﴿والخيل﴾ سميت به لاختيالها
آل عمران (١٤ _ ١٨)
في مشيها ﴿المسومة﴾ المعلمة من السومة