بخلاف ما يزعم النصارى ﴿فاعبدوه﴾ دونى ﴿هذا صراط مستقيم﴾
آل عمران (٥١ _ ٥٥)
يؤدي صاحبه إلى النعيم المقيم
فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٥٢)
﴿فلما أحس عيسى منهم الكفر﴾ علم ن اليهود كفراً علماً لا شبهة فيه كعلم ما يدرك بالحواس ﴿قال من أنصاري﴾ مدنى هو جمع ناصر كأصحاب أو جمع نصير كأشراف ﴿إلى الله﴾ بتعلق بمحذوف حال من الياء أو من أنصارى ذاهبا إلى الله ملتجأ إليه ﴿قَالَ الحواريون﴾ حواريّ الرجل صفوته وخاصته ﴿نَحْنُ أَنْصَارُ الله﴾ أعوان دينه ﴿آمنا بالله واشهد﴾ يا عيسى ﴿بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ إنما طلبوا شهادته بإسلامهم تأكيداً لإيمانهم لأن الرسل يشهدون يوم القيامة لقومهم وعليهم وفيه دليل على أن الإيمان والإسلام واحد
رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (٥٣)
﴿ربنا آمنا بِمَا أَنزَلَتْ واتبعنا الرسول﴾ أي رسولك عيسى ﴿فاكتبنا مَعَ الشاهدين﴾ مع الأنبياء الذين يشهدون لأممهم أو مع الذين يشهدون لك بالوحدانية أو مع أمة محمد عليه السلام لأنهم شهداء على الناس
وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (٥٤)
﴿وَمَكَرُواْ﴾ أي كفار بني إسرائيل الذين أحس عيسى منهم الكفر حين أرادوا قتله وصلبه ﴿وَمَكَرَ الله﴾ أي جازاهم على مكرهم بأن رفع عيسى إلى السماء وألقى شبهه على من أراد اغتياله حتى قتل ولا يجوز إضافة المكر إلى الله تعالى إلا على معنى الجزاء لأنه مذموم عند الخلق وعلى هذا الخداع والاستهزاء كذا في شرح التأويلات ﴿والله خَيْرُ الماكرين﴾ أقوى المجازين وأقدرهم على العقاب من حيث لا يشعر المعاقب