والمراد تحريفهم كآية الرجم ونعت محمد ﷺ ونحو ذلك والضمير في ﴿لِتَحْسَبُوهُ﴾ يرجع إلى مادل عليه يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بالكتاب وهو المحرف ويجوز أن يراد يعطفون ألسنتهم بشبه الكتاب لتحسبوا ذلك الشبه ﴿مّنَ الكتاب﴾ أي التوراة ﴿وَمَا هُوَ مِنَ الكتاب﴾ وليس هو من التوراة ﴿وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ﴾ تأكيد لقوله هو من الكتاب وزيادة تشنيع عليهم ﴿وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ الله وَيَقُولُونَ عَلَى الله الكذب وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ أنهم كاذبون
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (٧٩)
﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ الله الكتاب﴾ تكذيب لمن اعتقد عبادة عيسى عليه السلام وقيل قال رجل يا رسول الله نسلم عليك كما يسلم بعضنا على بعض أفلا نسجد لك قال لا ينبغي أن يسجد لأحد من دون الله ولكن أكرموا نبيكم واعرفوا الحق لأهله ﴿والحكم﴾ والحكمة وهي السنة أو فصل القضاء ﴿والنبوة ثُمَّ يَقُولَ﴾ عطف على يؤتيه ﴿لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لّى مِن دُونِ الله ولكن كُونُواْ ربانيين﴾ ولكن يقول كونوا ربانيين والرباني منسوب إلى الرب بزيادة الألف والنون وهو شديد التمسك بدين الله وطاعته حين مات ابن عباس قال ابن الحنفية مات رباني هذه الأمة وعن الحسن ربانيين علماء فقهاء وقيل علماء معلمين وقالوا
آل عمران (٧٩ _ ٨١)
الرباني العالم العامل ﴿بِمَا كُنتُمْ تُعَلّمُونَ الكتاب﴾ كوفي وشامي أي غيركم غيرهم بالتخفيف ﴿وَبِمَا كنتم تدرسون﴾ أى تقرءون والمعى بسبب كونكم عالمين وبسبب كونكم دارسين للعلم كانت الربانية التي هي قوة التمسك بطاعة الله مسببة عن العلم والدارسة وكفى به دليلاً على خيبة سعي من


الصفحة التالية
Icon