جهد نفسه وكد روحه في جمع العلم ثم لم يجعله ذريعة إلى العمل فكان كمن عرس من شجرة حسناء تؤنقه بمظهرها ولا تنفق بثمرها وقيل معنى تدرسون تدرسونه على الناس كقوله لتقرأه على الناس فيكون معناه معنى تدرسون من التدريس كقراءة ابن جبير
وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (٨٠)
﴿وَلاَ يَأْمُرَكُمْ﴾ بالنصب عطفاً على ثم يقول ووجهه أن تجعل لا مزيدة لتأكيد معنى النفي في قوله ما كان لبشر والمعنى ما كان لبشر أن يستنبئه الله وينصبه للدعاء إلى اختصاص الله بالعبادة وترك الأنداد ثم يأمر الناس بأن يكونوا عباداً له ويأمركم ﴿أَن تَتَّخِذُواْ الملائكة والنبيين أَرْبَابًا﴾ كما تقول ما كان لزيد أن أكرمه ثم يهينني ولا يستخف بي وبالرفع حجازي وأبو عمروا وعليّ على ابتداء الكلام والهمزة في ﴿أَيَأْمُرُكُم بالكفر﴾ للانكار والضمير فى لا يأمركم وأيأمركم للبشر أو لله وقوله ﴿بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ يدل على أن المخاطبين كانوا مسلمين وهم الذين استأذنوه أن يسجدوا له
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (٨١)
﴿وَإِذْ أَخَذَ الله ميثاق النبيين﴾ هو على ظاهره من أخد الميثاق على النبيين بذلك أو المراد ميثاق أولاد النبيين وهم بنو إسرائيل على حذف المضاف واللام فى ﴿لما آتيتكم مّن كتاب وَحِكْمَةٍ﴾ لام التوطئة لأن أخذ الميثاق في معنى الاستحلاف وفي لتؤمنن لام جواب القسم وما يجوز أن تكون متضمنة لمعنى الشرط ولتؤمنن ساد مسد جواب القسم والشرط جميعاً وأن تكون موصولة بمعنى الذى آتيتكموه لتؤمنن به ﴿ثُمَّ جَاءكُمْ﴾ معطوف على الصلة والعائد منه إلى ما محذوف والتقدير ثم جاءكم به ﴿رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لّمَا مَعَكُمْ﴾ لكتاب الذي معكم ﴿لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ﴾ بالرسول ﴿وَلَتَنصُرُنَّهُ﴾ أي الرسول وهو محمد ﷺ لما آتيتكم حمزة وما بمعنى الذي أو مصدرية أي لأجل إيتائي إياكم بعض الكتاب


الصفحة التالية
Icon