عَلَيْكَ} ملتبسة ﴿بالحق﴾ والعدل من جزاء المحسن والمسء ﴿وَمَا الله يُرِيدُ ظُلْماً للعالمين﴾ أي لا يشاء أن يظلم هو عباده فيأخذ أحداً بغير جرم أو يزيد في عقاب مجرم أو ينقص من ثواب محسن
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (١٠٩)
﴿وَللَّهِ مَا فِى السماوات وَمَا فِى الأرض وإلى الله تُرْجَعُ الأمور﴾ فيجازي المحسن بإحسانه والمسئ بإساءته ترجع شامي وحمزة وعلي كان عبارة عن وجود الشئ في زمان ماضٍ على سبيل الإبهام ولا دليل فيه على عدم سابق ولا على إنقطاع
آل عمران (١١٠ _ ١١٢)
طارئ ومنه قوله
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (١١٠)
﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ﴾ كأنه قيل وجدتم خير أمة أو كنتم في علم الله أو في اللوح خير أمة أو كنتم في الأمم قبلكم مذكورين بأنكم خير أمة موصوفين به ﴿أخرجت﴾ أظهرت ﴿للناس﴾ اللام يتعلق بأخرجت ﴿تَأْمُرُونَ﴾ كلام مستأنف بين به كونهم خير أمة كما تقول زيد كريم يطعم الناس ويكسوهم بينت بالإطعام والإلباس وجه الكرم فيه ﴿بالمعروف﴾ بالإيمان وطاعة الرسول ﴿وَتَنْهَوْنَ عَنِ المنكر﴾ عن الكفر وكل محظور ﴿وَتُؤْمِنُونَ بالله﴾ وتدومون على الإيمان به أو لأن الواو لا تقتضى الترتيب ﴿ولو آمن أَهْلُ الكتاب﴾ بمحمد عليه السلام ﴿لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ﴾ لكان الإيمان خيراً لهم مما هم فيه لأنهم إنما آثروا دينهم عن دين الإسلام حباً للرياسة واستتباع العوام ولو آمنوا لكان خيرا لهم من الرياسة والأتباع وحظوظ الدنيا مع الفوز بما وعدوا على الإيمان به من إيتاء الأجر مرتين ﴿منهم المؤمنون﴾ تعبد الله بن سلام وأصحابه ﴿وَأَكْثَرُهُمُ الفاسقون﴾ المتمردون في الكفر
لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (١١١)
﴿لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى﴾ إلا ضرراً مقتصراً على أذى بقول من


الصفحة التالية
Icon