المؤمنين} تنزلهم وهو حال ﴿مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ﴾ مواطن ومواقف من الميمنة والميسرة والقلب والجناحين والساقة وللقتال يتعلق يتبوئ ﴿والله سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ سميع لأقوالكم عليم بنياتكم وضمائركم رُوي أن المشركين نزلوا بأحد يوم الأربعاء فاستشار رسول الله ﷺ أصحابه ودعا عبد الله بن أبيّ فاستشاره فقال أقم بالمدينة فما خرجنا على عدو قط إلا أصاب منا وما دخلوا علينا إلا أصبنا منهم فقال عليه السلام إني رأيت فى منامى بقرامذبحة حولي فأولتها خيراً ورأيت في ذباب سيفي ثلمة فأولتها هزيمة ورأيت كأني أدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة فلم يزل به قوم ينشطون في الشهادة حتى لبس لأمته ثم ندموا فقالوا الأمر إليك يا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال عليه السلام لا ينبغي لنبي أن يلبس لأمته فيضعها حتى يقاتل فخرج بعد صلاة الجمعة وأصبح بالشعب من أحد يوم السبت للنصف من شوال
إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٢٢)
﴿إِذْ هَمَّتْ﴾ بدل من إذ غدوت أو عمل فيه معنى عليم ﴿طائفتان منكم﴾ حيان من الأنصار بنو سلمة من الخزرج وبنو حارثة من الأوس وكان عليه السلام خرج إلى أحد في ألف والمشركون في ثلاثة آلاف ووعدهم الفتح إن صبروا فانخذل عبد الله بن أبيّ بثلث الناس وقال علام نقتل أنفسنا وأولادنا فهم الحيان باتباعه فعصمهم الله فمضوا مع رسول الله ﴿أَن تَفْشَلاَ﴾ أي بأن تفشلا أي بأن تجبنا وتضعفا والفشل الجبن والخور ﴿والله وَلِيُّهُمَا﴾ محبهما أو ناصرهما أو متولى أمر هما فما لهما تفشلان ولا تتوكلان على الله ﴿وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون﴾ أمرهم بأن لا يتوكلوا إلا عليه ولا يفوضوا أمورهم إلا إليه قال جابر والله ما يسرنا أنا لم نهم بالذي هممنا به وقد أخبرنا الله بأنه ولينا
وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢٣)
ثم ذكرهم ما يوجب عليهم التوكل مما يسرلهم من الفتح يوم بدر


الصفحة التالية
Icon