عن معاودتكم إلى القتال فأنتم أولى أن لا تضعفوا ﴿وَتِلْكَ﴾ مبتدأ ﴿الأيام﴾ صفته والخبر ﴿نُدَاوِلُهَا﴾ نصرفها ﴿بَيْنَ الناس﴾ أي نصرف ما فيها من النعم والنقم نعطي لهؤلاء تارة وطوراً لهؤلاء كبيت الكتاب... فيوماً علينا ويوماً لنا... ويوماً نساء ويوماً نسر...
﴿وليعلم الله الذين آمنوا﴾ أي نداولها لضروب من التدبير وليعلم الله المؤمنين مميزين بالصبر والإيمان من غيرهم كما علمهم قبل الوجود ﴿وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ﴾ وليكرم ناسا منكم بالشهادة يريد للمستشهدين يوم أحد أو ليتخذ منكم من يصلح للشهادة على الأمم يوم القيامة من قوله لتكونوا شهداء على الناس ﴿والله لاَ يُحِبُّ الظالمين﴾ اعتراض بين بعض التعليل وبعض ومعناه والله لا يحب من لبس من هؤلاء الثابتين على الإيمان المجاهدين في سبيله وهم المنافقون والكافرون
وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (١٤١)
﴿وليمحص الله الذين آمنوا﴾ التمحيص التطهير والتصفية ﴿وَيَمْحَقَ الكافرين﴾ ويهلكهم يعني إن كانت الدولة على المؤمنين للتمييز والاستشهاد والتمحيض وإن كانت على الكافرين فلمحقهم ومحو آثارهم
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (١٤٢)
﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الجنة﴾ أم منقطعة ومعنى الهمزة فيها الإنكار أي لا تحسبوا ﴿وَلَمَّا يَعْلَمِ الله الذين جاهدوا مِنكُمْ﴾ أي ولما تجاهدوا لأن العلم متعلق بالمعلوم فنزل نفي العلم منزلة نفي متعلقة لأنه منتف بانتفائه تقول ما علم الله في فلان خيراً أي ما فيه خير حتى بعلمه ولما بمعنى لم إلا أن فيه ضرباً من التوقع فدل على نفي الجهاد فيما مضى وعلى توقعه فيما يستقبل ﴿وَيَعْلَمَ الصابرين﴾ نصب باضماران والواو بمعنى الجمع نحو لا تأكل السمك وتشرب اللبن أو جزم للعطف على يعلم الله وإنما


الصفحة التالية
Icon