هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (١٦٣)
﴿هُمْ درجات عِندَ الله﴾ هم متفاوتون كما يتفاوت الدرجات أو ذوو درجات والمعنى تفاوت منازل المثابين منهم ومنازل المعاقبين والتفاوت بين الثواب والعقاب ﴿والله بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾ عالم بأعمالهم ودرجاتها فيجازيهم على حسابها
لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (١٦٤)
﴿لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى المؤمنين﴾ على من آمن مع رسول الله عليه السلام من قومه وخص المؤمنين منهم لأنهم هم المنتفعون بمبعثه ﴿إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْ أَنفُسِهِمْ﴾ من جنسهم عربياً مثلهم أو من ولد إسماعيل كما أنهم من ولده والمنة في ذلك من حيث إنه إذا كان منهم كان اللسان واحدا فيسهل أخذ ما يجب عليهم أخذه عنه وكانوا واقفين على أحواله في الصدق والأمانة فكان ذلك أقرب لهم إلى تصديقه وكان لهم شرف بكونه منهم وفي قراءة رسول الله من أنفسهم أى من أشرفهم ﴿يتلو عليهم آياته﴾ أي القرآن بعدما كانوا أهل جاهلية لم يطرق أسماعهم شيء من الوحي ﴿وَيُزَكّيهِمْ﴾ ويطهرهم بالإيمان من دنس الكفر والطغيان أو يأخذ منهم الزكاة ﴿وَيُعَلّمُهُمُ الكتاب والحكمة﴾ القرآن والسنة ﴿وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلِ﴾ من قبل بعثة الرسول ﷺ ﴿لَفِى ضلال﴾ عمى وجهالة ﴿مُّبِينٍ﴾ ظاهر لا شبهة فيه إن مخففة من الثقيلة واللام فارقة بينها وبين النافية والتقدير وإن الشأن والحديث كانوا من قبل في ضلال مبين
أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٦٥)
﴿أَوَ لَمَّا أصابتكم مُّصِيبَةٌ﴾ يريد ما أصابهم يوم أحد من قتل سبعين منهم ﴿قَدْ أَصَبْتُمْ مّثْلَيْهَا﴾ يوم بدر من قتل سبعين وأسر سبعين وهو فى
آل عمران (١٦٥ _ ١٦٨)
موضع رفع صفة لمصيبة ﴿قُلْتُمْ أنى هذا﴾ من أين هذا ﴿قُلْ هو من عند أنفسكم﴾


الصفحة التالية
Icon