لا ختياركم الخروج من المدينة أو لترككم المركز لما نصب بقلتم وأصابتكم فى محل الجربإضافة لما إليه وتقديره أفلتم حين أصابتكم وأنى هذا نصب لأنه مقول والهمزة للتقرير والتقريع وعطفت الواو هذه الجملة على ما مضى من قصة أحد من قوله ولقد صدقكم الله وعده أو على محذوف كأنه قيل أفعلتم كذا وقلتم حينئذ كذا ﴿إِنَّ الله على كُلِّ شَىْء قَدِيرٌ﴾ يقدر على النصر وعلى منعه
وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (١٦٦)
﴿وَمَا أصابكم﴾ ما بمعنى الذي وهو مبتدأ ﴿يَوْمَ التقى الجمعان﴾ جمعكم وجمع المشركين بأحد والخبر ﴿فَبِإِذْنِ الله﴾ فكائن بأذن الله أي بعلمه وقضائه
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (١٦٧)
﴿وَلِيَعْلَمَ المؤمنين وَلِيَعْلَمَ الذين نَافَقُواْ﴾ وهو كائن ليتميز المؤمنون والمنافقون وليظهر إيمان هولاء ونفاق هؤلاء ﴿وَقِيلَ لَهُمْ﴾ للمنافقين وهو كلام مبتدأ ﴿تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِى سَبِيلِ الله﴾ أي جاهدوا للآخرة كما تقاتل المؤمنون ﴿أو ادفعوا﴾ أى قاتلوا دفعا عن أنفسكم وأهليكم وأموالكم إن لم تقاتلوا للآخرة وقيل أو ادفعوا العدو بتكثيركم سواد المجاهدين إن لم تقاتلوا لأن كثرة السواد مما تروع العدو ﴿قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاتبعناكم﴾ أي لو نعلم ما يصح أن يسمى قتالا تبعناكم يعنون أن ما أنتم فيه لخطإ رأيكم ليس بشئ ولا يقال لمثله قتال إنما هو إلقاء النفس في التهلكة ﴿هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ للإيمان﴾ يعني أنهم كانوا يتظاهرون بالإيمان قبل ذلك وما ظهرت منهم أمارة تؤذن بكفرهم فلما انخذلوا عن عسكر المؤمنين وقالوا ما قالوا تباعدوا بذلك عن الإيمان المظنون بهم واقتربوا من الكفر وهم لأهل الكفر أقرب نصرة منهم لأهل الإيمان لأن تقليلهم سواد المؤمنين بالانخذال تقوية المشركين ﴿يَقُولُونَ بأفواههم مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ﴾ أي يظهرون خلاف ما يضمرون من


الصفحة التالية
Icon