الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش وقيل هذا الرزق في الجنة يوم القيامة وهو ضعيف لأنه لا يبقى للتخصيص فائدة ﴿وَيَسْتَبْشِرُونَ بالذين﴾ ربإخوانهم المجاهدين الذين ﴿لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم﴾ لم يقتلوا فيلحقوا بهم ﴿مّنْ خَلْفِهِمْ﴾ يريد الذين من بعدهم خلفهم قد بقوا من بعدهم وهم قد تقدموهم أو لم يلحقوا بهم يدركوا فضلهم ومنزلتهم ﴿أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ بدل من الذين والمعنى ويستبشرون بما تبين لهم من حال من تركوا خلفهم من المؤمنين وهم أنهم يبعثون آمنين يوم القيامة بشرهم الله بذلك فهم مستبشرون به وفي ذكر حال الشهداء واستبشارهم بمن خلفهم بعثٌ للباقين بعدهم على الجد في الجهاد والرغبة في نيل منازل الشهداء ﴿وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (١٧١)
﴿يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ الله وَفَضْلٍ﴾ يسرون بما أنعم الله عليهم وما تفضل عليهم من زيادة الكرامة ﴿وَأَنَّ الله﴾ عطف على النعمة والفضل وإن الله عليٌّ بالكسر على الاستئناف وعلى أن الجملة اعتراض ﴿لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المؤمنين﴾ بل يوفر عليهم
الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٧٢)
﴿الذين استجابوا لِلَّهِ والرسول﴾ مبتدأ خبره للذين أحسنوا وصفة للمؤمنين أو نصب على المدح ﴿مِن بَعْدِ مَا أصابهم القرح﴾ الجرح روي أن أبا سفيان وأصحابه لما انصرفوا
آل عمران (١٧٢ _ ١٧٥)
من أحد فبلغوا الروحاء ندموا وهموا بالرجوع فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فأراد أن يرهبهم ويريهم من نفسه وأصحابه قوة فندب النبى واصحابه للخروج في طلب أبي سفيان فخرج يوم الأحد من المدينة مع سبعين رجلاً حتى بلغوا حمراء الأسد وهي من المدينة على ثمانية أميال وكان بأصحابه القرح فألقى الله الرعب في قلوب المشركين


الصفحة التالية
Icon