الأعمال يكون بالأيدي فجعل كل عمل كالواقع بالأيدى على سبيل التغلب ولانه يقال للآمر بالشئ فاعله فذكر الأيدي للتحقيق يعني أنه فعل نفسه لا غيره بأمره ﴿وَأَنَّ الله لَيْسَ بظلام لّلْعَبِيدِ﴾ وبأن الله لا يظلم عباده فلا يعاقبهم بغير جرم
الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٨٣)
﴿الذين قَالُواْ﴾ في موضع جر على البدل من الذين قالوا أو نصب بإضمار أعني أو رفع بإضمارهم ﴿إِنَّ الله عَهِدَ إِلَيْنَا﴾ أمرنا في التوراة وأوصانا ﴿أَلاَّ نُؤْمِنَ﴾ بأن لا نؤمن ﴿لِرَسُولٍ حتى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النار﴾ أي يقرب قرباناً فتنزل نار من السماء فتأكله فإن جئتنا به صدقناك وهذه دعوى باطلة وافتراء على الله لأن أكل النار القربان سبب الإيمان للرسول الآتي به لكونه معجزة فهو إذاً وسائر المعجزات سواء ﴿قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِى بالبينات﴾ المعجزات سوى القربان ﴿وبالذى قُلْتُمْ﴾ أي بالقربان يعني قد جاء أسلافكم الذين أنتم على ملتهم وراضون بفعلهم ﴿فلم قتلتموهم﴾ أى كان امتناعكم عن الإيمان لأجل هذا فلم لم تؤمنوا بالذين أتوا به ولم قتلتموهم ﴿إِن كُنتُمْ صادقين﴾ في قولكم إنما نؤخر الإيمان لهذا
فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (١٨٤)
﴿فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذّبَ رُسُلٌ مّن قَبْلِكَ﴾ فإن كذبك اليهود فلا يهولنك فقد فعلت الأمم بأنبيائها كذلك ﴿جاؤوا بالبينات﴾ بالمعجزات الظاهرات ﴿والزبر﴾ الكتب جمع زبور من الزبر وهو الكتابة
آل عمران (١٨٤ _ ١٨٧)
وبالزبر شامى ﴿والكتاب﴾ جنسه ﴿المنير﴾ المضئ قيل هما واحد في الأصل وإنما ذكرا الاختلاف الوصفين فالزبور كتاب فيه حكم زاجرة والكتاب الهادى


الصفحة التالية
Icon