رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (١٩٢)
﴿رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النار فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ﴾ أهنته أو أهلكته أو فضحته واحتج أهل الوعيد بالآية مع قوله يَوْمَ لاَ يُخْزِى الله النبى والذين آمنوا معه في أن من يدخل النار لا يكون مؤمناً ويخلد قلنا قال جابر إخزاء المؤمن تأديبه وإن فوق ذلك لخزياً ﴿وَمَا للظالمين﴾ اللام إشارة إلى من يدخل النار والمراد الكفار ﴿مِنْ أَنصَارٍ﴾ من أعوان وشفعاء يشفعون لهم كما للمؤمنين
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (١٩٣)
﴿رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً﴾ تقول سمعت رجلاً يقول كذا فتوقع الفعل على الرجل ونحذف المسموع لأنك وصفته بما يسمع فأغناك عن ذكره ولولا الوصف لم يكن منه بد وأن يقال سمعت كلام فلان والمنادي هو الرسول عليه السلام
آل عمران (١٩٣ _ ١٩٥)
أو القرآن ﴿يُنَادِى للإيمان﴾ لأجل الإيمان بالله وفيه تفخيم لشأن المنادي إذ لا منادي أعظم من مناد ينادى للايمان ﴿أن آمنوا﴾ بأن آمنوا أو أى آمنوا ﴿بربكم فآمنا﴾ قال الشيخ أبو منصور رحمه الله فيه دليل بطلان الاستثناء في الإيمان ﴿رَبَّنَا فاغفر لَنَا ذُنُوبَنَا﴾ كبائرنا ﴿وَكَفّرْ عَنَّا سيئاتنا﴾ صغائرنا ﴿وتوفنا مع الأبرار﴾ مخوصين بصحبتهم معدودين فى جملتهم والأبرار المتمسكون بالسنة جمع بر أو بار كرب وأرباب وصاحب وأصحاب
رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (١٩٤)
﴿ربنا وآتنا مَا وَعَدتَّنَا على رُسُلِكَ﴾ أي على تصديق رسلك أو ما وعدتنا منزلاً على رسلك أو على ألسنة رسلك وعلى متعلق بوعدتنا والموعود هو الثواب أو النصرة على الأعداء وإنما طلبوا إنجاز ما وعد الله والله لا يخلف الميعاد لأن معناه طلب التوفيق فيما يحفظ عليهم أسباب إنجاز الميعاد أو المراد اجعلنا ممن لهم الوعد إذ الوعد غير مبين لمن هو أو المراد ثبتنا على ما يوصلنا إلى عدتك يؤتك يؤيده قوله ﴿وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ القيامة﴾


الصفحة التالية
Icon