والخطاب لكل أحد أو للنبي عليه السلام والمراد به غيره ولان مدره القوم ومقدمهم يخاطب بشئ فيقوم خطابه مقام خطابهم جميعاً فكأنه قيل لا يغرنكم ولأن رسول الله ﷺ كان غير مغرور بحالهم فأكد عليه ما كان عليه وثبت على التزامه كقوله فلاتكونن ظهيرا للكافرين ولا تكونن من المشركين وهذا في النهي نظير قوله في الأمر اهدنا الصراط المستقيم يا أيها الذين آمنوا آمنوا
مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (١٩٧)
﴿متاع قَلِيلٌ﴾ خبر مبتدإ محذوف أي تقلبهم فى البلاد متاع قليل وأراد قلته في جنب ما فاتهم من نعيم الآخرة أو في جنب ما أعد الله للمؤمنين من الثواب أو أراد أنه قليل في نفسه لانقضائه وكل زائل قليل ﴿ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جهنم وبئس المهاد﴾ وساء مامهدوا لأنفسهم
لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (١٩٨)
﴿لَكِنِ الذين اتقوا رَبَّهُمْ﴾ عن الشرك ﴿لَهُمْ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا نُزُلاٍ﴾ النزل والنزل ما يقام للنازل وهو حال من جنات لتخصصها بالصفة والعامل اللام في لهم أو هو مصدر مؤكد كأنه قيل رزقاً أو عطاء ﴿مّن عند الله﴾ صفة له ﴿وَمَا عِندَ الله﴾ من الكثير الدائم ﴿خَيْرٌ لّلابْرَارِ﴾ مما يتقلب فيه الفجار من القليل الزائل لكن بالتشديد يزيد وهو للاستدراك أي لإبقاء لتمتعهم لكن ذلك للذين اتقوا ونزلت في ابن سلام وغيره من مسلمي أهل الكتاب أو في أربعين من أهل نجران واثنين وثلاثين من الحبشة وثمانية من الروم وكانوا على عيسى عليه السلام فأسلموا
وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (١٩٩)
﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الكتاب لَمَن يُؤْمِنُ بالله﴾ دخلت لام الابتداء على اسم إن لفصل الظرف بينهما ﴿وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ﴾ من القرآن


الصفحة التالية
Icon