﴿وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ﴾ من الكتابين ﴿خاشعين للَّهِ﴾ حال من فاعل يؤمن لأن من يؤمن فى معنى الجمع ﴿لا يشترون بآيات الله ثَمَناً قَلِيلاً﴾ كما يفعل من لم يسلم من أحبارهم وكبارهم وهو حال بعد حال أي غير مشترين ﴿أُوْلئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عند ربهم﴾ أى ما يختص بهم الأجر وهو ماوعده
آل عمران (١٩٩ _ ٢٠٠)
فى قوله أولئك يؤتون اجرهم مرتين ﴿إِنَّ الله سَرِيعُ الحساب﴾ لنفوذ علمه في كل شيء
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٢٠٠)
﴿يا أيها الذين آمنوا اصبروا﴾ على الدين وتكاليفه قال الجنيد رضى الله عنه الصبر حبس النفس على المكروه بنفي الجزع ﴿وَصَابِرُواْ﴾ أعداء الله في الجهاد أي غالبوهم في الصبر على شدائد الحرب لا تكونوا أقل صبراً منهم وثباتاً ﴿وَرَابِطُواْ﴾ وأقيموا في الثغور رابطين خيلكم فيها مترصدين مستعدين للغزو ﴿واتقوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ الفلاح البقاء مع المحبوب بعد الخلاص عن المكروه ولعل لتغيب المآل لئلا يتكلوا على الآمال عن تقديم الأعمال وقيل اصبروا في محبتي وصابروا في نعمتي ورابطوا أنفسكم في خدمتي لعلكم تفلحون تظفرون بقربتى قال النبى ﷺ اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيابتان أو فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب


الصفحة التالية
Icon