الكفار والفجار فالنظر فيه يؤدي إلى أن يتقي القادر عليه ويخشى عقابه ولأن يدل
النساء (١ _ ٣)
على النعمة السابغة عليهم فحقهم أن يتقوه في كفرانها قال عليه السلام عند نزول الآية خلقت المرأة من الرجل فهمّها في الرجل وخلق الرجل من التراب فهمّه في التراب ﴿واتقوا الله الذى تَسَاءلُونَ بِهِ﴾ والأصل تتساءلون فأدغمت التاء في السين بعد إبدالها سيناً لقرب التاء من السين للهمس تساءلون به بالتخفيف كوفي على حذف التاء الثانية استثقالا لاجتماع التاءين أى يسأل بعصكم بعضا بالله وبالرحم افعل كذا على سبيل الاستعطاف ﴿والأرحام﴾ بالنصب على أنه معطوف على اسم الله تعالى أي واتقوا الأرحام أن تقطعوها أو على موضع الجار والمجرور كقولك مررت بزيد وعمر أو بالجر حمزة على عطف الظاهر على الضمير وهو ضعيف لأن الضمير المتصل كاسمه متصل والجار والمجرور كسئ واحد فأشبه العطف على بعض الكلمة ﴿إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ حافظاً أو عالماً
وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (٢)
﴿وآتوا اليتامى أموالهم﴾ يعني الذين ماتت آباؤهم فانفردوا عنهم واليتم الانفراد ومنه الدرة اليتيمة وقيل اليتم في الأناسي من قبل الآباء وفي البهائم من قبل الأمهات وحق هذا الاسم أن يقع على الصغار والكبار لبقاء معنى الانفراد عن الآباء إلا أنه قد غلب أن يسموا به قبل أن يبلغوا مبلغ الرجال فإذا استغنوا بأنفسهم عن كافل وقائم عليهم زال هذا الاسم عنهم وقوله عليه السلام لا يتم بعد الحلم تعليم شريعة لا لغة يعني أنه إذا احتلم لم تجر عليه أحكام الصغار والمعنى وآتوا اليتامى أموالهم بعد


الصفحة التالية
Icon