خدمة الله تعالى والقيام بين يديه متطهر من الأوساخ أقرب إلى التعظيم فكان أكمل في الخدمة كما في الشاهد إذا أراد أن يقوم بين يدي الملك ولهذا قيل إن الأولى أن يصلي الرجل في أحسن
المائدة (٦ _ ٨)
ثيابه وإن الصلاة متعمماً أفضل من الصلاة مكشوف الرأس لما أن ذلك أبلغ في التعظيم ﴿وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فاطهروا﴾ فاغسلوا أبدانكم ﴿وَإِنْ كُنتُم مرضى أَوْ على سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مّنْكُمْ﴾ قال الرازي معناه وجاء حتى لا يلزم المريض والمسافر التيمم بلا حدث ﴿من الغائط﴾ المكان المطمئن وهو كتابة عن قضاء الحاجة ﴿أَوْ لامستم النساء﴾ جامعتم ﴿فَلَمْ تَجِدُواْ مَاءَ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيّباً فامسحوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مّنْهُ مَا يُرِيدُ الله لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ﴾ في باب الطهارة حتى لا يرخص لكم في التيمم ﴿ولكن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ﴾ بالتراب إذا أعوزكم التطهر بالماء ﴿وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ﴾ وليتم برخصه إنعامه عليكم بعزائمه ﴿لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ نعمته فيثيبكم
وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٧)
﴿واذكروا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ﴾ بالإسلام ﴿وميثاقه الذى وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾ أي عاقدكم به عقداً وثيقاً وهو الميثاق الذي اخذه على المسليمن حين بايعهم رسول الله ﷺ على السمع والطاعة في حال اليسر والعسر والمنشط والمكره فقبلوا وقالوا سمعنا واطعنا وقيل هو الميثاق ليلة العقبة وفي بيعة الرضوان ﴿واتقوا الله﴾ في نقض الميثاق ﴿إِنَّ الله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور﴾ بسرائر الصدور من الخير والشر وهو وعد ووعيد


الصفحة التالية
Icon