لا بتدائك بالشرط الداخل عليه اللام الموطئة للقسم وهو ﴿لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة﴾ وكانتا فريضتين عليهم ﴿وَآمَنتُم بِرُسُلِي﴾ من غير تفريق
المائدة (١٢ _ ١٤)
بين أحد منهم ﴿وعزرتموهم﴾ وعطمتوهم أو نصرتموهم بأن تردوا عنهم اعدائهم والعزر في اللغة الردّ ويقال عزرت فلاناً أي أدّبته يعني فعلت به ما يردعه عن القبيح كذا قاله الزجاج ﴿وَأَقْرَضْتُمُ الله قَرْضاً حَسَناً﴾ بلا مَنٍّ وقيل هو كل خير واللام في ﴿لأُِّّكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سيئاتكم﴾ جواب للقسم وهذا الجواب سادّ مسد جواب القسم والشرط جميعاً ﴿وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جنات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذلك مِنْكُمْ﴾ أي بعد ذلك الشرط المؤكد المتعلق بالوعد العظيم ﴿فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ السبيل﴾ أخطأ طريق الحق نعم من كفر قبل ذلك فقد ضل سواء السبيل أيضاً ولكن الضلال بعده أظهر وأعظم
فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٣)
﴿فبما نقضهم ميثاقهم﴾ ما مريد لإفادة تفخيم الأمر ﴿لعناهم﴾ طردناهم وأخرجناهم من رحمتنا أو مسخناهم أو ضربنا عليهم الجزية ﴿وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً﴾ يابسة لا رحمة فيها ولا لين قسيّة حمزة وعلي أي رديئة من قولهم درهم قسى أى ردئ ﴿يُحَرِّفُونَ الكلم عَن مواضعه﴾ يفسرونه على غير ما أنزل وهو بيان لقسوة قلوبهم لأنه لا قسوة أشد من الافتراء على الله وتغيير وحيه ﴿وَنَسُواْ حَظَّا﴾ وتركوا نصيباً جزيلاً وقسطاً وافياً ﴿مّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ﴾ من التوراة يعنى إن تركهم واعارضهنم عن التوراة إغفال حظ عظيم أو قست قلوبهم وفسدت فحرفوا التوراة وزلت أشياء منها عن حفظهم عن ابن مسعود رضى الله