عنه قد ينسى المرء بعض العلم بالمعصية وتلا هذه الآية وقيل تركوا نصيب أنفسهم مما أمروا به من الإيمان بمحمد ﷺ وبيان نعته ﴿وَلاَ تَزَالُ﴾ يا محمد ﴿تَطَّلِعُ على خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ﴾ أي هذه عادتهم وكان عليها أسلافهم كانوا يخونون الرسل وهؤلاء يخونونك ويهمون بالفتك بك وقوله على خائنة أي خيانة أو على فعلة ذات خيانة أو على نفس أو فرقة خائية ويقال رجل خائنة كقولهم رجل راوية للشعر للمبالغة ﴿إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ﴾ وهم الذين آمنوا منهم ﴿فاعف عَنْهُمْ﴾ بعث على مخالفتهم أو فاعف عن مؤمنيهم ولا تؤاخذهم بما سلف منهم ﴿واصفح إن الله يحب المحسنين﴾
وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (١٤)
ومن في قوله ﴿وَمِنَ الذين قَالُواْ إِنَّا نصارى أَخَذْنَا ميثاقهم﴾ وهو الإيمان بالله والرسل وأفعال الخير يتعلق بأخذنا أي وأخذنا من الذين قالوا إنا نصارى ميثاقهم فقدم على
المائدة (١٤ _ ١٧)
الفعل الجار والمجرور وفصل بين الفعل والواو بالجار والمجرور وإنما لم يقل من النصارى لأنهم إنما سموا أنفسهم بذلك ادعاء لنصر الله وهم الذين قالوا لعيسى نحن أنصار الله ثم اختلفوا بعد نسطورية ويعقوبية وملكانية أنصاراً للشيطان ﴿فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ فأغرينا﴾ فألصقنا وألزمنا من غرى بالشئ إذا لزمه ولصق به ومنه الغراء الذي يلصق به ﴿وبينهم﴾ بين فرق النصارى المختلفين ﴿العداوة والبغضاء إلى يَوْمِ القيامة﴾ بالأهواء المختلفة ﴿وَسَوْفَ يُنَبّئُهُمُ الله بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ﴾ أي في القيامة بالجزاء والعقاب
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (١٥)
﴿يا أهل الكتاب﴾ خطاب لليهود والنصارى والكتاب للجنس


الصفحة التالية
Icon