أرض بيت المقدس أو الشام ﴿الَّتِى كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ قسمها لكم أو سماها أو كتب في اللوح المحفوظ أنها مساكن لكم ﴿وَلاَ تَرْتَدُّوا على أدباركم﴾ ولا ترجعوا على أعقابكم مدبرين منهزمين من خوف الجبابرة جبناً أو لا ترتدوا على أدباركم في دينكم ﴿فَتَنقَلِبُواْ خاسرين﴾ فترجعوا خاسرين ثواب الدنيا والآخرة
قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (٢٢)
﴿قالوا يا موسى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ﴾ الجبار فعال من جبره على الأمر بمعنى أجبره عليه وهو العاتي الذي يجبر الناس على ما يريد ﴿وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا﴾ بالقتال ﴿حتى يَخْرُجُواْ مِنْهَا﴾ بغير قتال ﴿فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا﴾ بلا قتال ﴿فَإِنَّا داخلون﴾ بلادهم حينئذ
قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٣)
﴿قَالَ رَجُلاَنِ﴾ كالب ويوشع ﴿من الّذين يخافونَ﴾ الله ويخشونه كأنه قيل رجلان من المتقين وهو فى محل الرفع صفة لرجلان وكذ ﴿أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمَا﴾ بالخوف منه ﴿ادخلوا عَلَيْهِمُ الباب﴾ أي باب المدينة ﴿فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالبون﴾ أي انهزموا وكانت الغلبة لكم وإنما علما ذلك بإخبار موسى عليه السلام ﴿وَعَلَى الله فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ إذ الإيمان به يقتضي التوكل عليه وهو قطع العلائق وترك التملق للخلائق
قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (٢٤)
﴿قالوا يا موسى إِنَّا لَنْ نَّدْخُلَهَا﴾ هذا نفي لدخولهم في المستقبل على وجه التوكيد ﴿أَبَدًا﴾ تعليق للنفي المؤكد بالدهر المتطاول ﴿مَّا دَامُواْ فِيهَا﴾ بيان للأبد ﴿فاذهب أنت وربك﴾
المائدة (٢٤ _ ٢٧)
من العلماء من حمله على الظاهر وقال إنه كفر منهم وليس كذلك إذ لو قالوا ذلك اعتقاداً وكفروا به لحاربهم موسى ولم تكن مقاتلة الجبارين أولى من مقاتلة هؤلاء ولكن الوجه فيه أن يقال فاذهب أنت وربك يعينك على قتالك أو وربك أى وسيدك وهو