الواحد كقتل الجميع وكذلك الإحياء ترغيباً وترهيباً لأن المتعرض لقتل النفس إذا تصور أن قتلها كقتل الناس جميعاً عظم ذلك عليه فثبطه وكذا الذي أراد إحياءها إذا تصور أن حكمه حكم إحياء جميع الناس رغب في إحيائها ﴿وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ﴾ أي بني إسرائيل ﴿رُسُلُنَا﴾ رُسلنا أبو عمرو ﴿بالبينات﴾ بالآيات الواضحات ﴿ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مّنْهُمْ بَعْدَ ذلك﴾ بعدما كتبنا عليهم أو بعد مجئ الرسل بالآيات ﴿فِى الأرض لَمُسْرِفُونَ﴾ في القتل لا يبالون بعظمته
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٣٣)
﴿إنما جزاء الذين يُحَارِبُونَ الله وَرَسُولَهُ﴾ أي أولياء الله فى الحديث يقول
المائدة (٣٣ _ ٣٨)
الله تعالى من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة ﴿وَيَسْعَوْنَ فِى الأرض فَسَاداً﴾ مفسدين ويجوز أن يكون مفعولاً له أي للفساد وخبر جزاء ﴿أَن يُقَتَّلُواْ﴾ وما عطف عليه وأفاد التشديد الواحد بعد الواحد ومعناه أن يقتلوا من غير صلب إن أفردوا القتل ﴿أَوْ يُصَلَّبُواْ﴾ مع القتل إن جمعوا بين القتل وأخذ المال ﴿أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم﴾ أن أخذوا المال ﴿من خلاق﴾ حال من الأيدي والأرجل أي مختلفة ﴿أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأرض﴾ بالحبس إذا لم يزيدوا على الإخافة ﴿ذلك﴾ المذكور ﴿لَهُمْ خِزْىٌ فِى الدنيا﴾ ذل وفضيحة ﴿وَلَهُمْ فِى الآخرة عَذَابٌ عظيم﴾
إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٤)
﴿إِلاَّ الذين تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ﴾ فتسقط عنهم هذه الحدود


الصفحة التالية
Icon